
حسين حجازي.. أبو الكرة المصرية الذي أجبر إنجلترا على تغيير إسم منتخبها
أول محترف مصري، أول قائد لمنتخب مصر، لاعب في أول فريق كرة للنادي الأهلي، الرجل الذي باع أرضه لينفق على كرة القدم، من يقول عنه المؤرخون إنك لا يمكنك تناول تاريخ الكرة المصرية بدون الحديث عن.. حسين حجازي.
ولد حجازي في ديسمبر 1880 بحي الحسين في القاهرة، وبدأت قصته مع كرة القدم بالصدفة البحتة.
حينما كان حسين حجازي في المرحلة الابتدائية، التحق بمدرسة الناصرية، وبعد عامين من دخوله المدرسة، تلفت الكرة التي يلعب بها التلاميذ، فطلب منه ناظر المدرسة إحضار كرته، خاصة وإنه كان يمتلك كرتين، مقابل ان يشارك مع التلاميذ في المران الخاص بفريق المدرسة والذي كان يضم تلامذة السنوات الأخيرة الأكبر سنا.
وبالفعل وافق حجازي على تلك الصفقة، وأحضر الكرة وخاض المران بصفته “صاحب الكرة”، ليكشف عن موهبة كبيرة لفتت أنظار جميع المتابعين وجعلته يشارك مع فريق المدرسة في المباريات وليس فقط المران.
ومع حصوله على الشهادة الابتدائية، ذاع صيت حجازي في جميع مدارس القاهرة، حتى أن المدارس الثانوية تصارعت على ضمه!
وبالفعل نجحت مدرسة السعيدية في استقطاب حجازي، حيث ظل طيلة 4 سنوات يلعب في مركز قلب الهجوم، لم يذق طعم الهزيمة ولو لمرة خلالها.
الأهلي وإنجلترا
مع حلول عام 1911، مر حسين حجازي من بوابة الأهلي ليبدأ فصل جديد من قصته مع كرة القدم، بعد أن أصبع لاعبا في أول فريق كرة للمارد الأحمر.
ولكن لفشله في الحصول على شهادة إتمام التعليم الثانوي، أرسله والده إلى إنجلترا ليكمل دراسته، ولكن تعلقه بكرة القدم لم يهتز، لينضم إلى عدة أندية أبرزها فولام، ويصبح حجازي فعليا أول محترف مصري في أوروبا.
وبسبب موهبته الفذة، قرر المنتخب الإنجليزي استدعاء حجازي للمشاركة معه، وهو الأمر الذي أجبر منتخب الثلاثة أسود لتغيير إسمه إلى “الجوالة الإنجليزي” حتى يتمكن من ضم اللاعب الذي لا يحمل الجنسية البريطانية.
وخاض حجازي مع إنجلترا مباراة ضد المنتخب الإسباني في العاصمة مدريد عام 1912، وبحضور ملك إسبانيا “الفونسو الثالث عشر”، الذي أصر على مقابلة حجازي عقب المباراة للإشادة به.
وعندما صعد اللاعبون لتسلم ميداليات الفوز وتحية العاهل الإسباني، استوقف الأخير حجازي ليسأله عن اسمه ومقاطعته، ثم اندهش الملك من الرد:
“أنا مصري واسمي حسين حجازي”
ورد ملك إسبانيا: “لو كان في مصر لاعب آخر مثلك لما وقف أمامكم أي فريق”
ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى، عاد حجازي إلى مصر والنادي الأهلي من جديد في عام 1914.
وكان كثير التنقل بين الأندية فلعب للأهلي وللمختلط وللسكة الحديد نظرا لعدم وجود احتراف وعدم استقرار اللعبة في مصر، لكن يشهد له التاريخ أنه قاد الأهلي للفوز بكأس مصر مرتين عندما سجل ثناية في النهائي ضد الاتحاد في 1925 ثم ثنائية أخري ضد المصري في 1927.
منتخب مصر
دور حجازي لم يقف فقط عند النادي الأهلي، بل إنه امتد حتى منتخب مصر، الذي شارك حجازي في تأسيسه عام 1916، ليمثل مصر في أوليمبياد أنتويرب في بلجيكا عام 1920.
وخاض حجازي مع منتخب مصر دورة الألعاب الأوليمبية في العاصمة الفرنسية باريس عام 1924، وسجل هدفا في مرمى المجر، ليظل أكبر لاعب يسجل في تاريخ الأوليمبياد حيث كان يبلغ من العمر وقتها 37 عاما.
وهو الرقم الذي ظل صامدا حتى حطمه أسطورة مانشستر يونايتد ومنتخب ويلز رايان جيجز في أوليمبياد لندن 2012، بإحرازه هدفا وهو يبلغ من العمر 38 عاما.
كما ساهم حسين حجازي في تأسيس الاتحاد المصري لكرة القدم عام 1921، وظل عضو مجلس إدارة حتى عام 1925، وهي الفترة التي شهدت قيامه ببيع أجزاء من أراضي يمتلكها للإنفاق على تحسين البنية الرياضية في مصر.
ومع حلول عام 1961، انتهت قصة الأسطوري حسين حجازي بوفاته، لتطلق محافظة القاهرة إسمة على الشارع الذى كان يقيم به بجانب وزارة التربية و التعليم، تكريما له وتخليدا لذكراه.